تحت المجهر

وفي اليوم التالي انتهى كل شيء..

6 سنوات على اليوم التالي… ولم يتغير شيء

كتب طوني ابو روحانا في October 18, 2014

سنتان على الغيـاب وما بعده فعلاً ليس كما قبله، والإستسلام قدر يلعب بعقول تافهة بات كل همها حرب كونية على الإرهـاب، مع إغفـال كلّي لإرهاب داخلي يحكم البلاد ويسعى الى التحكّم بالعبـاد، سنتـان على اغتيـال وسـام الحسن وبروبـاغندا الموت لازالت حاضرة بيننا، تُغفِلُ ما تُريد وتفتح الأبواب واسعة على مـا تُريد، تُحاصِرُنـا، ترسم عند كل فجر أفقـاً يُخيف البشر، بالأحمر، برائحة الدم، بالجثث، بهواجس الرؤوس المقطوعة، بالأشلاء، وتُغفِل مُجدَّداً، وطناً تنهار مكوّناته، تتهاوى مُقدّراته، تُصادَر مفاصله، ويسقط شعبه ضحية تضخيم الأساطير، فيمـا الحقيقة على مرمى حجر، تُشعِل النـار في هشيم حدوده ومدنه وقراه، ليس فقط دون حسيب ولا رقيب، إنمـا دون مَن يرى او يُصَدّق، بفراغ في الرؤية.. بسـابقة غبـاء مُطلق لم يصدف أن عرفها لبنان من قبل ولن يعرفها بعدها، سنتان على استشهاد الحسن، وما بعده حكومة شراكة كاملة، تُجالس المُجرم ”كما افترضوه وزراء فيها“، تستشيره في الأمن، تستجيره في الإستقرار، وتُخَطّط معه لغد البلاد في مواجهة فصيل منه وإن كان ضده، فصيل لا يُشبه سواه.

سنتان على كلام فؤاد السنيورة ”لا حوار على دماء الشهداء ولا حوار على دماء اللبنانيين، هذه الحكومة هي المسؤولة عن اغتيال اللواء الشهيد ورفاقه في الشهـادة، فلترحل، لن ندفن رؤوسنا في الرمـال، لن نتهـاون.. كشفت مؤامرة سماحة- مملوك، فضحتهم أمام العـالم فقتلوك“، رغم كل الحزن، كانت لحظـات تـاريخية، أعادت الى الذاكرة ذلك اليوم العظيم، ”14آذار 2005“، ثم، وفي اليوم التـالي، انتهى كل شيء وغـاب الحسن وحده، شهيد وطن لا يستخلص أي عِبَرٍ، ولا يتعلّم من دروس الإغتيـال سوى الدفن والإسترسـال في الخطب، هذا قبل حكومة الشراكة، قبل اغتيـال محمد شطح.. قبل داعش وأخواتها، وقبل الحرب الكونية، قبل أن تركب المنطقة موجة أفلام الرعب، قبل الهواجس ومجازر ”الأقليـات“، قبل الموصل وكوباني، قبل المسيحيين والكرد والأيزيديين، قبل بريتـال وعرسـال والممرات الآمنة، قبل الإعتداء على الجيش، قبل ”العسكريين الرهـائن“ والتفـاوض وهيبة الدولـة والتخـاذل والتنازل، في اليوم التالي لاغتيال الحسن انتهى كل شيء، فكيف اليوم وبعد كل ما استجد في مشهد المنطقة ولبنان؟


سنتان على اتهام حزب الله باغتيال الحسن، قبله رفيق الحريري وقافلة شهداء ”ثورة الأرز“، وبعده محمد شطح.. ولازال الكلام كلاماً، والمجرم قديساً، ولازلنـا في انتظـار الأسوأ دون أن نحرّك ساكنـاً، سنتـان والورم الخبيث ينحت فـي جسد الوطن الهزيل، واقصى ما يرتكبه ”أشـاوس“ آذار، ردود فعل فارغة، عبثية وتافهة، لا تُقَدّم ولا تؤَخّر، أهمهم وأسخفهم ال14 في الحكومة، ”طرزانات“ الشعارات، دمى السلطة، ”أفغان“ الشتات، أصحاب المعالي والمنابر ومواكب الطنابر، سنتان على حكومة الإنقلاب، اللون الواحد، المُتَّهَم الحاكم، والتي حمَّلَها السنيورة مسؤولية الإغتيال، أي حكومة أعقبتها؟ أقل ما يُقال فيها مسخ شراكة بلَون المُساومة، التسويات الرخيصة، وبعض من مؤامرة.. حكومة تختصر صفقة انتحار.

سنتان على مخاطبة السنيورة نجيب ميقاتي ”أخرج يا دولة الرئيس، فالشعب اللبنـاني لن يقبل بعد اليوم باستمرار حكومة الإغتيـال، أنت المسؤول، أنت المسؤول، أنت المسؤول“.. وبعد خروج الميقاتي والمخاض العسير، أبصرت حكومة اغتيال لبنان النور، وتحت أنظار ”الفؤاد“ نفسه، بمشاركة تياره، ومجموعة 14آذارية استُهدِفَت اغتيـالاً، واستهدفت اتهاماً.. نفس أشرف الناس، ونفس ”القدّيسين الشركاء“ الذين لا يُمكن أن تعتقلهم الدولة حتى ولا بعد 300سنة، جلسوا الى نفس الطاولة، يُحَدّدون مسار البلاد ويُقَرّرون مصيرها، رحمك الله وسام الحسن، رحمك الله.

أقنعونا أيها السـادة ببراءة شريككم الحكومي وحليفه الموغل فـي قتل شعبه مـن دم شهدائنـا، لنرفع القبعـات تحية لذكـاء خيـاراتكم، فـي ”السلم الأهلي“ والمصلحة الوطنية، أقنعونا أنهم ليسوا شركاء في دماء جبران تويني وبيار الجميّل وسمير قصير وكل الأحباء، الرفاق السياديين، وأنكم غداً لن تتهموا داعش بالإغتيـالات، ونحن لن نكون الى جـانبكم فقط، إنما سوف نبصم لكم بالعشرة أننا أخطـأنا في حقكم.. ونعتذر، أقنعنـا يا معـالي وزير الداخلية أن استراتيجية وفيق صفا الذي يجلس الى جانبكم في الإجتماعات الأمنية، استراتيجية في مصلحة لبنان، وأنه ضرورة.

مشكلتكم أنكم الأسرع في النسيان، غب الطلب، مصالحكم تغلب ثوابتكم ومبادئكم، كما الجبن وشجاعتكم، منافسة إنهزامية دائمة، ومعادلة ”الكوما“ أمام الحالات الشـاذة تجمعكم، كما الحـالة الشـاذة التي يفرضهـا حزب الله على الدولة، الأخطر على الكيـان والجمهورية وأنتم وكـأنكم ”لا خبر“، المربعـات الأمنية ما عادت تُهَدّد أمن البلد، السلاح الغير شرعي بـات حاجة للشرعية، ترهيب اللبنانيين أصبح ”مزحة“، واغتيالهم ما عاد جريمة، لا، الميقـاتي لم يكن مسؤولاً، ولا حكومته حكومة اغتيال وإن شارك المجرم فيها.. أنتم جبناء، أنتم جبناء، أنتم جبناء ولن تتغيّروا.

طوني ابو روحانا – المرصد اونلاين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى