رأي حرمن هنا وهناك

وداعًا ياس خضر- بقلم عمر سعيد

كان صوته يتسلّل إليّ تسلّل روائح القدّاح والنّارنجي والياسمين المتّكىء على حواف النّوافذ والأبواب في بغداد؛ يوم دخلت طفلاً ما تجاوز الخامسة عشر.
كنت فتى عاطفيًّا رقيقًا لا يتقن إلّا الصّمت والدّمع والحنين.
عزاز عدنا عزاز.. تغربينا وما درينا الدّنيا ما ترحم غريب.. مجروحين..
كان العراق أيّامها جراحًا مفتوحة على الموت، على الحرب، على الحزن، على الحب، وعلى المساءات التي يعبرها المارون في أزقة بغداد ولا تعبرهم مهما نأوا.
ياس خضر، كريم العراقي، عبدالرّزاق عبدالواحد..
رحل نصف الجمال، نصف الحياة.
وظل نصف يكفي العراق ليظلّ عراقًا، نصف يكفي العالم ليرى ميلان النّخيل بعصافيره وذهبه السّكري يظلّل شنانشيل بنت الشّلبي، وتظلّ أصوات وكلمات وقصائد بقايا تثبت إرث الباقين منذ زمن جلجامش.
لن نحبّ في العراق إلّا ما يستحق، ونصفح عمّا خلا ذلك.. لأنّه العراق.
عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى