لبنان

سُنّة لبنان والمعارك العبثية

بارعون هم سُنّة لبنان بخوض المعارك العبثية في السياسة وفي البحث عن الدور والموقع. وآخر ارهاصاتهم ما يجري حول معركة الانتخابات الفرعية في طرابلس.

غربة عن الواقع والوقائع يعيشها الجميع في معركة طرابلس الفرعية ولعل في عبارتها تكمن كل التفاصيل. فهي معركة فرعية بكل تفاصيلها وأبعادها الفائز والخاسر فيها متشابهان.

وسط كل ما يدور حولنا وفي تفاصيل الواقع الإقليمي والدولي الذي يعيشه السُنّة من العراق حتى شواطئ لبنان كان الحري بالجميع ان ينحو باتجاه التوافق وتجنيب البيئة التعبة المرهقة، معركة لا تقدم ولا تؤخر. الكل يتفنن بسوء الأداء والإخراج، فلا ترشيح ديما جمالي دون مشورة أحد كان مصيباً، ولا تحميل هذه المعركة أكثر ما تحتمل قراراً حكيماً، الكل يجر الكل الى معركة عبثية فانتصار ديما جمالي منها ليس بلسماً لمشاكلنا وهمومنا وأزماتنا كما انتصار أي منافس لها لن يغير في الصورة العامة للواقع الذي نعيش به.

انتخابات فرعية كان بإمكانها أن تكون فرصة ذهبية للم الشمل والخروج بصورة جامعة تجنبنا ارهاقاً جديداً. كانت الصورة مفرحة لو دعا الرئيس سعد الحريري كل فعاليات طرابلس الى لقاء أخوي يخرج منه مرشح مستقبلي أزرق اللون يتوافق عليه الجميع. لا أحد يريد انتزاع المقعد من المستقبل وجمهوره، كما أن لا أحد يريد الاستمرار في سياسة ان الزعيم وحده يحدد مصلحة ناسه، ونوعية طعامهم وشرابهم وملبسهم ومآل أمورهم.

هي الحكمة التي كانت تنقص لتجنب معركة لا يريدها الكثيرون،  هناك أسماء كثيرة في خزائن المستقبل تحظى بالتوافق تبدأ بالدكتور مصطفى علوش ولا تنتهي عنده، ولا يحاول أحد اقناعنا ان ترشيح ديما جمالي هو “تكليف إلهي” لا يمكن تجاوزه. 

كرامة السُنّة كمكون أساسي في الوطن تتقدم على كرامة الجميع زعيماً كان أو عاملاً بسيطاً يلهث خلف لقمة أبنائه.

… هل من عاقل يوقف حفلة الجنون؟!

… هي رحلة البحث عن رجل حكيم يضع النقاط على الحروف ويتمكن بحكمته من انزال الجميع عن الشجرة التي صعدوا إليها دون ان يدركوا ذلك.

السياسة هي فن المبادرة فيما يبدو ان الجميع فاقد للمبادرة، لقد باتت قيادات السُنّة لا تملك غير أسطوانة واحدة ترقص عليها في مناسباتها العامة وهي التصدي لحزب الله وبالرغم من ضرورة مواجهة هذا الواقع الا ان مواجهته لا تكون بالرقص على اغنيته التي باتت مملة، نحن نحتاج الى تراكم من العمل السياسي والاجتماعي والوطني، تراكم يؤسس لعملية نهوض تضيء على نقاط القوة وتعالج نقاط الضعف من أجل مستقبل أفضل..

الوقت لم يفت ويمكن للجميع تجنب حلقة جديدة من مسلسل المعارك العبثية، والخوف كل الخوف أننا بتنا نحترف تلك المعارك.

المصدر : أيوب نيوز

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى