لبنان

عقدة الزائلين أمام بشير الجميل

” إذا كان قلبك بركانا، فكيف تتوقع أن تزهو الأزهار بين يديك. ” جبران خليل جبران

الحاقد التافه قلبه مترع بسموم الكراهية، يظل يلوك هزائمه ويجتر وضاعته كلما تأصل في الحياة تاريخ العمالقة الذين يعطي حضورهم الجغرافيا والتاريخ معنىً ترتقي به .

أولئك الرجال الرجال يبعثون في الناس الانتماء والاصرار والأمل . 
يموتون على مبادئهم، مجترحين من عصب الإرادة ألف لا ولا في وجه كل من يدعي وصايته على الأرض والسماء ..

فالأرض باقية ما بقيت دماء الشهداء الشهداء، والسماء أشد نقاء كلما أوثق عنانها قديس أحمر بصلاة الدم فوق التراب.

وبشيرنا ربيع القديسين الأحمر، يشتعل في حقول الوطن وروابيه. 
فشكرا لمن ثبت للكون معيار الرجولة ، وجعل حدود العاجزين انفعالا وتخوينا وكراهية. 
وشكرا لمن اعتلى صليبه في وضح النهار ، وما دلف ملجأً أو سردابا يتقي فيه سهم الردى .. 
وهو المقيم الابدي في وجدان هذا الشعب لا يلقى نكسرا ..

هو تينة القرية يقطر دمه أكواز حب في أفواه الثائرين .. 
هو كرمة البطاح، يسيل عنبها نبيذا على شفاه عشاق الوطن .. 
هو غابات الخلالي تصدح فوق اغصانها طيور الفرح كلما جن الحنين .. 
هو ثلج صنين يغور في شرايين الأرض إحمرارا .. 
هو الأوف في حناجر الرعاة لا يكتمها أزيز الرصاص .. 
هو زغاريد الأمومة كلما زُفَّ عريس للسماء .. 
هو منابت الصخر من عظام أبت إلا ان تكون أوتاد الوطن .. 
هو الصبح يؤذن في الناس إماما، كلما حشد الغزاة .. 
هو المساء يصدح في الأديرة: نحن أجراس الكنائس..

وأنتم ما أنتم سوى أنصار غول وطغاة ؟
تحصون قتلاكم فواتير تحقر الله في الإنسان ..
وأنتم ما أنتم سوى تجار حرب؟
تستبدلون الأجساد بالمال والاسفلت والجدران .. 
يا عقدة الزائلين : 
مهما علت أصواتكم ، بشيرنا اعلى .. 
مهما علت راياتكم ، بشيرنا اعلى ..
فبشيرنا كل العلى و الشرعية والفخامة والسيادة والوطن ..

بقلم عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى