لبنان

الموقف السعودي.. لا عودة الى الوراء

لقد تعرض السعوديون لصدمات كبرى خلال السنوات الماضية، مؤامرات وحملات شعواء وتهديدات غير مسبوقة، فقد قُصفت مطاراتها وبناها التحتية ومصانع تكرير النفط… وتعرضت لحملات عنيفة من حلفائها قبل أعدائها فحاولت الولايات المتحدة الأمريكية محاصرتها ووقف توريد الأسلحة لها وسحبت منظوماتها للدفاع الصاروخي وبطاريات صواريخ باتريوت (التي كانت تحمي المملكة من الصواريخ والمسيرات الحوثية) بحجة قضية الخاشقجي، كما وضعت خطوط حمراء لحماية الحوثيين في الحديدة وصنعاء وعملت هي وفرنسا والإتحاد الأوروبي على تقوية النفوذ الإيراني في العراق ولبنان واليمن..

توقّعت المملكة أن يقف معها أصدقاؤها ممن مدّت لهم أيدي العطاء في أوقات سابقة، و لم تتوقّع أن يناكفوها أو يبتزوها أو يسيئوا إليها في عزّ أزماتهم، (السلطات في تركيا و قطر وسعد الحريري في لبنان) وحتى على المستوى الشعبي، لم يُذكر أن تعاطف معها أي رأي عام عربي ضد حملات الغرب أو تهديدات الشرق

هذه الضغوطات والإساءات ونكران الجميل المتكرّر، جعل الشارع السعودي محتقناً وحساساً جداً تجاه ردود الفعل من أي جهة وأي دولة كانت، كما جعله أكثر تكتلًا حول قيادته، وأكثر تمسكًا بتحقيق مصالح بلاده أولاً وقبل أي شيء آخر.

هذه الحقائق يجب التمعّن فيها جيدا لفهم مستقبل العلاقات بين السعودية والدول الأخرى، (وبين السعودية وحلفائها السابقين) فلم يعد بإمكان أحد تحت أي شعار أو مسمى أن يبتزّ السعودية ..

في لبنان، أعلنت السعودية بوضوح عن موقفها وهي لم ولن تدخل في لعبة الأسماء أو عقد الصفقات: يمكنكم أن تنتخبوا رئيسا للجمهورية من محور إيران ، ولكنكم لن تنالوا فلساً سعودياً أو خليجياً واحداً في المستقبل.. تريدون عودة العلاقات الطبيعية مع الخليج وعودة الاستثمارات والمساعدات، انتخبوا رئيساً سيادياً وطبّقوا الورقة الكويتية بكامل تفاصيلها… كلام واضح غير قابل للتأويل أو الإجتهاد.

على حزب الله أن يتصرّف على هذا الأساس بدون إضاعة وقت و أن يبدأ بالبحث الجدي و بسرعة عن مرشح من خارج صفوف حلفائه، وكل كلام آخر أو محاولة اجتهاد في تحريف الموقف السعودي هو وهم وإضاعة وقت لن يصل إلا إلى المزيد من الخراب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى