لبنان

مثل انتصاراتكم.. “تركيبة نِفاق وأنفاق”!

كتب ماريو ملكون في موقع “المنبر أونلاين”:

أبى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق إلّا أن يزيد على مآسي اللبنانيين، نخرًا غليظًا لآذانهم المثقلة بأكاذيب المنظومة المرتهنة لمحور الممانعة، مع قوله “أمّا الذين يواصلون الصّراخ… فهؤلاء يُعبّرون عن يأسهم وإحباطهم وخيبتهم، وهم أعجز من أن يُغيّروا المعادلات التي أنتجتها انتصارات المقاومة، ومن أن يُغيّروا من هويّة وتركيبة لبنان”.

شيخ نبيل، هل أنت مقتنع بما تقول؟ أقلّه ألا تخجل من قوله؟ عن أيّ انتصارات تُحدّثنا؟ عن الفقر والجوع والعوز والموت الذي زرعته فتوحات حزبك في أجساد وأنفاس الشعوب العربية من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن؟ عن الانتصار الالهي الذي قام على نكث الوعد الصادق بالصّيف الواعد واستلحاقه باعترافٍ متأخّر “لو كنت أعلام” بعد آلاف الضحايا والخسائر؟

“إنتصارات المقاومة”؟ أيّ مقاومة يا شيخ؟ التي تُهلّل لترسيم الحدود مع العدوّ وتُدير سلاحها إلى الداخل في ٧ أيار وعين الرمانة وخلدة وشويّا؟ “المقاومة” التي سيطرت على رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان وكامل الحكومة وأكثرية المجلس النيابي والادارات والاجهزة والمؤسسات العامة والقرار الاقتصادي والمالي والسياسي فأنتجت انهيارًا غير مسبوق ووضعت الشعب اللبناني رهينة الخنوع للموت البطيء دون طبابة واستشفاء ودواء وكهرباء ومياه؟ أهذه تُسمّيها انتصارات؟ أخبرنا يا شيخ عن معدّلات النمو الاقتصادي ومستويات المعيشة والقدرة الشرائيّة والامن والامان وفرص العمل لدى “العدوّ”، أقلّه أخبر بيئتك المتألّمة مثلها مثل كلّ اللبنانيين.

ما مُكابرتك يا شيخ، بعدم قدرة اللبنانيين المتألّمين من المصير المظلم على تغيير “التركيبة” التي استغلّها حزب الله بالتكافل والتضامن والشراكة المبتورة والتفاهم العاق مع بقيّة سلالة “الممانعة” وطُفيّليّاتها لخطف الدولة والشعب، وربطك إيّاها بهويّة لبنان، سوى اعترافًا مباشرًا، بأنّ هيمنتكم على التركيبة اللبنانية كانت ومازالت بهدف تغيير وجه هذه الأرض وهويّتها وتاريخها، لنقلها من منبت الحياة والنّور إلى مستنقع الموت والظلمة.

هذه التركيبة التي تحكم لبنان اليوم، لا تشبه الوطن بشيء، فهي نقلت لبنان، بالسّلاح والزّور، من وطن الرسالة وأرض القداسة وملتقى الحضارات إلى ساحة الصراعات والمشروع الشمولي ومقبرة الحضارات والحرّيات والثقافات المتنوّعة.

تركيبتكم التي تؤمن بضرورة تحويل شعب لبنان إلى مجتمع حرب وفقر وجوع لإبقائه تحت السيطرة إنفاذًا لمشروع إقليمي إلغائي، هي تركيبة منافقة، تدّعي اللبنانية الخالصة وتُصفّي كلّ مَن هو لبناني؛ تركيبة أنفاق، تزرع الوعود والشعارات ورفع الأصابع وتحصد صفقات تغطية الفساد وتهريب العملاء.

تركيبتكم يا شيخ قاووق، مثل انتصاراتكم تمامًا، قشرتها البالية لا تقوى على ستر جوفها الفارغ، وما صراخات الأحرار في لبنان، مسلمين ومسيحيين، إلّا علامة حياة ورجاء بأنّ شوكة الموت وأزلامه ستنكسر؛ فرغم كلّ ما يدّعيه حزبك من جبروت، هو أعجز من فرض مشيئته على كلّ اللبنانيين، وهو واهم جدًا في اعتقاده بأنّه قادر على تغيير هويّة هذه الأرض، أو في دفعنا للاستسلام واليأس والرحيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى