لبنان

ساعدوا أنفسكم قبل طلب المساعدة

تظهر بين الفينة والأخرى مقالات في بعض وسائل الإعلام المعروفةِ المصدر تدعو لعودة الرئيس السّابق للحكومة سعد الحريري إلى لبنان أو تهاجمُ السفيرَ السعودي في لبنان بحجة أنّه سببٌ في خسارة الحريري أو تُحاولُ دفعَ السعودية إلى تسمية رئيسِ حكومة أو مرشح لرئاسة الجمهورية وتستمر المحاولات عند كل استحقاق وتبقى السعودية على مواقفها المُعلنة والواضحة

ألمملكة العربية السعودية لا يهمُّها مَن يُنتخَب رئيساً للبنان، و لا تتدخل بالأسماء . إن انتخاب الرئيس عملٌ لبناني أما السعودية فتريد أن يتغيّر سلوكُ المنظومة الحاكمة تجاه السعودية و الدول العربية و أن ينسحب حزب الله من الإقليم و أن يتوقف عن محاولة زعزعة الإستقرار وتصدير المخدرات للدول العربية..

عودةُ العلاقات السعودية اللبنانية مرتبطة بالأفعال وليس بالأقوال. ألعلاقة المستقبلية ستكون من دولةٍ لدولة. وهي مرتبطة بالمصالح والأفعال وليس بالأشخاص والأقوال والوعود الزائفة

لماذا وصلنا إلى هنا؟؟ ..

أنا لا أدَّعي التواصلَ مع القيادات السعودية ولا أتكلم باسمها إنما من بابِ تحليلِ العلاقات أجد أن فَهمَنا لكيفية وصولِ الأمور إلى هذا المَنحى يَضطرُّنا العودة إلى الأساس.. إلى اتِّفاقِ الطّائف ..

وُقِّعَ الإتِّفاق  بوساطةٍ  سورية –  سعودية في 30 أيلول / سبتمبر  1989 في مدينةِ الطّائف مُنهياً الحربَ الأهلية اللبنانية،
على الرغم من أن الاتفاق حَدَّد إطاراً زمنياً  لانسحابِ الجيشِ السوري من لبنان في غضونِ عامين إلا أنّ ذلك لم يَحدث. فقد تلاعبَ الاحتلالُ السوري آنذاك بالاتفاق لمصلحتِه بهدفِ تكريسِ هيمنتِه على لبنان مُتجاوزاً بندَ حَلِّ جميعِ الميليشيات المُسَلَّحة و متعمِّداً الإبقاءَ على سلاحِ حزب الله وأحزابِه الحليفة كما أنّه عَمِل على إبقاءِ الجيشِ اللبناني ضعيفاً وبدونِ أسلحة ومَنَعَ قيامَ الدولة ودمَّرَ المؤسسات و القضاء وسيطر على الإعلام وأَغلقَ المحطاتِ التي لا تَمْثُل لأوامرِه

فتحوّل الإتفاق إلى مِصيدةٍ للسّعودية يتمُّ ابتزازُها عند كل استحقاق فعند تشكيلِ الحكومة، عليها أن تدفعَ الفدية للسوريّ للسّيرِ برفيق الحريري وبحكومتِه وتكرُّ السُّبحة ..

أنفقت السعودية مليارات الدولارت سرقها النظامِ السوري ومن بعده الإيراني ودائماً بحجةِ المُحافظة على مصالحِ الطائفة السنية وتحولت الطائفة السنية في لبنان إلى رهينةٍ بيد السوري والإيراني يبتزّ بها السعودية

والأسوأ من هذا كلّه رهانُ السعودية الخاطئ على عائلةِ الحريري وقياداتِ تيارِ المستقبل الذين شاركوا السوري ثم الإيراني بقسمة الأموال مقابلَ تقديمِ وعودٍ فارغة للمملكة . في النهاية كانت جميعُ الوعود زائفة ومعظمُ الأموال السعودية وصلت بطريقة أو بأخرى للنظام السوري وحزب الله .

نعم المملكة تهتمُّ للبنان ولكنّها لن ترضخَ للإبتزاز بعد الآن وعلى الطائفة السنيّة العمل لنفسها لاستنهاضِ شارعِها بعيداً عن من كان السبب في وصولِهم إلى هذا المأذق وعندها ستجد السعودية جاهزة كما دائما للمساعدة ..

السعودية قدّمت النُصح و طلبت أن نشاركَ في الإنتخابات و أن ننتخبَ سياديين لا عملاء لحزبِ الله، إذ من هنا يبدأ الخلاص، ولا خلاص قبل أن تصلحوا انفسَكم  ولا رهانَ خارجَ رهانِ بناءِ الدولة القوية والعادلة

نعم السعودية مع اتفاق الطائف ومع تنفيذه بالكامل بداية عبر حل جميع الميليشيات المسلحة واولها حزب الله وسرايا المقاومة وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني وحده

قبل طلب المساعدة من الدول الشقيقة واولها السعودية ودول الخليج علينا مساعدة انفسنا عبر اننتخاب نواباً سياديين ولائهم للبنان اولاً واخيراً وعندها سنجد السعودية ودول الخليج الى جانبنا كما كانوا دائماً

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى