اخبار العالم

أوروبا ستعيد فرض العقوبات على إيران إذا تراجعت عن “جوانب من الاتفاق النووي”

قال مصدر في الرئاسة الفرنسية اليوم الثلاثاء إن أوروبا ستضطر لإعادة فرض عقوبات على إيران إذا تراجعت طهران عن جوانب من الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى عام 2015.

وكانت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية التابعة للدولة ذكرت أمس الاثنين أن إيران ستستأنف برنامجها النووي المتوقف ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لكنها أضافت أن طهران لن تنسحب من الاتفاق. ومن المقرر أن يلقي الرئيس الإيراني كلمة غدا الأربعاء.

وقال المصدر بالرئاسة الفرنسية “لا نريد أن تعلن طهران غدا إجراءات تخرق الاتفاق النووي لأننا كأوروبيين في هذه الحالة سنضطر لمعاودة فرض العقوبات وفقا لشروط الاتفاق… لا نريد أن نقوم بذلك ونأمل ألا تتخذ طهران هذا القرار”.

وسارعت الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق، وهي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لإنقاذ الاتفاق الذي رفع العقوبات عن طهران مقابل وضع قيود على أنشطتها النووية. وتأتي المساعي الأوروبية في ظل جهود أميركية لفرض عزلة على إيران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق قبل عام.
لكن الدول الأوروبية الثلاث نبهت إيران مرارا إلى ضرورة التزامها بكل جوانب الاتفاق وبصفة خاصة العناصر المتعلقة بالأنشطة النووية.

وقال المصدر الفرنسي “بعثنا رسائل إلى طهران بأننا عازمون على مواصلة تنفيذ الاتفاق ونريد منهم حقا البقاء في هذا الاتفاق رغم أننا نأخذ في الاعتبار التعقيدات المحيطة بالوضع الراهن ونقلنا نفس الرسائل إلى حلفائنا الأميركيين”.

وأضاف المصدر “ما نتوقعه في هذه المرحلة هو رد فعل أوروبي جماعي اعتمادا على البيان الذي ستصدره إيران غدا ولكن بما أننا لا نعرف بعد ما الذي سيحويه (البيان)، فنحن مستعدون لجميع الاحتمالات.

وفي السياق، قالت وكالة تسنيم للأنباء الإيرانية شبه الرسمية اليوم الثلاثاء إن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وصف إعلان الولايات المتحدة إرسال حاملة طائرات وقاذفات للشرق الأوسط  لتوجيه رسالة إلى طهران بأنه “حرب نفسية”.

وتصاعدت التوترات عشية ذكرى مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2015 مع إيران. وقالت وسائل إعلام حكومية إن من المرجح أن تستأنف إيران جزءا من برنامجها النووي ردا على الخطوة الأميركية لكنها لا تعتزم الانسحاب من الاتفاق نفسه.

وكان جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي قد قال يوم الأحد إن الولايات المتحدة سترسل مجموعة حاملة الطائرات الهجومية أبراهام لنكولن وقوة قاذفات إلى الشرق الأوسط لتوجيه رسالة إلى إيران.
ونقلت الوكالة عن كيوان خسروي المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي قوله “تصريح بولتون استخدام أخرق (لعبارات) مستهلكة (في إطار) حرب نفسية”.

وأضاف أن حاملة الطائرات وصلت إلى البحر المتوسط منذ أسابيع.
وقال باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي أمس الاثنين إنه وافق على إرسال حاملة طائرات وقاذفات إلى الشرق الأوسط بسبب “تهديد جاد من قوات النظام الإيراني”.

ولم يذكر شاناهان أي تفاصيل بشأن معلومات المخابرات المتصلة بالأمر.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمود جواد ظريف على تويتر “إذا كانت الولايات المتحدة وشركاؤها لا يشعرون بالأمان فذلك لأن شعوب المنطقة تكرههم – وإلقاء اللوم على إيران لن يغير من الأمر شيئا”.

وذكرت قناة (برس تي في) التلفزيونية الإيرانية الرسمية أن “إرسال (هذه القوات) أمر معد على ما يبدو وفقا لبرنامج منظم من جانب البحرية الأميركية وأن بولتون يحاول استغلاله”.

وفي سياق منفصل ذكرت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء أن مستشارا عسكريا للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قال إن الولايات المتحدة “لا تريد ولا تستطيع” القيام بعمل عسكري ضد إيران.

وقال البريجادير جنرال حسين دهقان إن واشنطن ستواجه صعوبة في إقناع الرأي العالمي ودول المنطقة بقبول شن حرب شاملة على إيران وتعبئة الموارد لمثل هذه الحرب.

وانتقدت صحف إيرانية ومعلقون على نطاق واسع إعلان واشنطن ووصفوه بأنه “خداع” و”كلام لا معنى له”.

ومع تصاعد التوتر بسبب الحرب الكلامية ذكرت مواقع إلكترونية للصرف الأجنبي أن العملة الإيرانية واصلت تراجعها اليوم الثلاثاء لتحوم حول أدنى مستوياتها منذ سبعة أشهر أمام الدولار الأميركي في السوق غير الرسمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى