اخبار العالم

بعد أن خُدعت مرتين .. كيف أضاعت السعودية فرصة النصر

لقد نجح النظامان الإيراني والسوري في خداع السعودية عبر الموافقة على شروطها في الإتفاق ، وها هم الآن يبدأون لعبتهم المفضلة والتي يتقنوها وتبدأ بإغراق الإتفاق في التفاصيل وصولا لتفريغه من مضمونه، وما شاهدناه في اليمن ليس سوى البداية، فبعد أن وافق الحوثيون على الإتفاق بالمجمل رفضوا التوقيع في آخر لحظة وبدأوا بتفكيكه من خلال تحريف تفاصيل الإتفاق بما يضمن مصالحم (الشيطان يكمن في التفاصيل)

اللعبة الإيرانية السورية ليست بجديدة فهم مارسوها خلال سنوات طويلة ونجوا بها. وأكبر مثال هو اتفاق الطائف الذي بدأ برعاية سعودية سورية، ومع مرور الوقت بدأ نظام الأسد بالتلاعب في بنوده من خلال إغراقه بالتفاصيل والأزمات ليتم فيما بعد تفريغه من مضمونه و إخراج السعودية منه والسيطرة السورية الكاملة على لبنان .
هنا يجب ان نذكر ان الدول الغربية (الأوروبية وامريكا) ومنظمات الأمم المتحدة وفروا للنظامين الإيراني والسوري كل مقومات الصمود والبقاء والتوسع .

كيف أضاعت السعودية فرصة النصر

النظامان الإيراني والسوري هما نظامان مخادعان لا يفهمان إلا لغة القوة وهما مدعومان من الدول الغربية وامريكا لاستنزاف العالم العربي وتدميره، وإن أي محاولة للحوار معهم هي محاولة فاشلة ولو أخذت ضمانات العالم أجمع.
لقد أضاعت السعودية عليها فرصة النصر في اليمن يوم أوقفت هجوم الحديدة سنة 2018، لقد وصلت القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي إلى مشارف الحديدة وعلى بعد أمتار قليلة من مرفأ المدينة وهو الشريان الوحيد الذي يمد الحوثيين بالسلاح،
لقد كان سقوط الحديدة هو مفتاح النصر في الحرب الذي أضاعه التحالف العربي.

الخداع الدولي

مع بداية هجوم الحديدة جنّد المجتمع الدولي وامريكا كل قدراتهم للدفاع عن الحوثيين وضغطوا من خلال منظمات الأمم المتحدة لوقف الهجوم لحماية الحوثيين من السقوط. فالأمم المتحدة لم تكن يوماً لاعباً محايداً في اليمن فهي تنحاز إلى جانب الحوثيين وتمدهم بالدعم والمال بحجج مختلفة ومنها مئات ملايين الدولارات بحجة نزع الألغام أو الأطنان من المساعدات الغذائية واللوجستية بحجة الدعم الإنساني.

لقد كان على اليمنيين المدعومين من قوات التحالف عدم وقف الهجوم مهما كان الثمن وعدم الإصغاء لأحد وتحرير الحديدة ، يومها كان يوم النصر الذي ضاع وضاع معه حلم تحرير اليمن من التمدد الإيراني

أما المفاوضات برعاية الامم المتحدة (التي تنحاز للمصالح الإيرانية) فهي فصول جديدة من مسرحية طويلة ستنتهي بالمزيد من التوسع والسيطرة الإيرانية على الأراضي العربية

الكاتب : تادي عواد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى