تحت المجهر

اللواء أشرف ريفي : لم نشهد عهداً بهذا السوء منذ أكثر من ٤٦ سنة

‎اعتبر اللواء أشرف ريفي في مقابلة مع الإعلامية وفاء خليل ضمن برنامج” إنماء ” ، ان المصالحة التي جرت مع الرئيس سعد الحريري هي للمصلحة العامة و ليست شخصية، فهي توحُّد للقوة حيث ان الوحدة تعطي قوة و التشرذم يولد ضعفاً، و بالسؤال عن ترشيح النائب ديما جمالي، اجاب، المصالحة هي اتفاق بين فريقين و هو تنازل جزئي مشترك بيني و بين الفريق الآخر، و انا كنت أريد ترشيح شخص آخر بدل ديما جمالي التي تتمتع بجودة أكاديمية إنما لم تخلق للسياسة و هذا ما نصحت به الرئيس فؤاد السنيورة و الرئيس سعد الحريري خلال الاجتماع المشترك الذي حصل قبل الانتخابات، حيث اقترحت ترشيح شخص ذو بعد سياسي، و كان دولة الرئيس قد اعلن مجدداً ترشيح الجمالي و اعلانه لا يقبل الرجوع و اعتبره رد اعتبار للضربة التي وجهت له من المجلس الدستوري و السياسيين الذين كانوا خلفه، لذلك لم يكن بإمكاننا الاصرار اكثر.
‎و لم يكن خياري الاقتراع لديما جمالي انما نحن نقترع للمصالحة و لوحدة الصف و لخيار الشيخ سعد الحريري لذلك دعيت للاقتراع لخياره، و التقينا عدّة قوى سياسية و لم نستطيع انزال الناس لصناديق الاقتراع ونحن لا نستطيع التحكم بالناس و الدليل على ذلك هو الحاصل الانتخابي الذي لا يلائم القوى السياسية التي اجتمعت على تأيد خيار الرئيس سعد الحريري.
‎و اضاف ، هناك بُعدين لقضية الانتخابات اولهما الاداء السياسي الغير قابل للتغير بسبب التراكم و الآخر هو الشخص المرشح الذي يلعب دوراً بالإقبال على القضية و بالأداء السياسي الذي يتيح للناس تقييمه، لذلك كان من الممكن تغيير العامل الآخر و هو ديما الجمالي و الذي سيؤثر على إقبال الناس، لذلك لعبنا على العامل الذي يمكن تغييره، و انا نصحت بما كنت ألمس على الساحة الطرابلسية، و الامر لا يعود لي فقط بل يعود للرئيس سعد الحريري و الرئيس فؤاد السنيورة الذي قال قد أوافقك الكلام ان جمالي الافضل أكاديمياً و انما لا تجيد السياسة.

‎و اعتبر اللواء أشرف ريفي ان النائب ديما جمالي هي سبب في خسارة تيار المستقبل في طرابلس، و لو اختير شخص آخر ذو قدرات سياسية و يستطيع حمل اوجاع الناس و تطلعاتهم لكانت نسبة الإقبال أعلى و اضاف ليست جمالي السبب الوحيد لهذه النتيجة إنما هناك ابعاد أخرى.

‎و بالسؤال عن الأموال التي تكلمت عنها ديما جمالي انها دُفعت في الإنتخابات، كان الرد، اننا لم نخض المعركة الانتخابية و لم ندخل تفاصيلها بل كنا داعمين سياسياً لها و تمنينا على جمهورنا دعم خيار الشيخ سعد الحريري و دعم المصالحة و وحدة الصف، و مع ذلك لم يلبي الجمهور هذا المطلب حيث اصبح يملك هامش و استقلالية في قراره و هذا ما تبيّن من خلال نسبة
الاقتراع التي لم تتجاوز ١٣٪ و هي نتيجة لا ترضينا مقارنة بالماضي حيث كانت تصل إلى ٤٧٪ من جمهورنا ، لذلك دعوت لأخذ العبرة من تجربة الانتخابات الفرعية و تلبية طموحات الناس و خياراتهم و حاجاتهم و مطالبهم.

‎و أوضح اللواء ريفي انه خلال الجلسات لم يطلب شيئاً من الرئيس سعد الحريري و لا يملك اي مطالب خاصة و لن يطلب لذلك هو ليس موعود بأي شيء، بل تمحورت الجلسات بالكلام عن وحدة الصف خاصة مع العواصف القادمة و يأمل بتعزيزها.
‎و فيما خص جمهور اللواء أشرف ريفي اعتبر ان بعض المناصرين لم يوافقوه المصالحة و راهنوا على خوض المعركة إنما المصالحة تتقدم على الأنانية و البعد الشخصي و المصالح الشخصية، بالمقابل كما هناك جزء رأى في المصالحة و الإنسحاب من المعركة الانتخابية سلبية هناك جزء رأى فيها ايجابية كبرى من الجمهورين، جمهوري و جمهور تيار المستقبل، حيث أيّدوا وحدة الصف، و كأي قضية هناك المؤيد و هناك المعارض، و اعتبر ان المؤيدين للمصالحة اكبر من المعارضين.

‎قال اللواء ريفي انه لا يعمل في التفاصيل الآنية ، وانه يعمل على استراتيجية و قناعته التامة فطالما دويلة حزب الله و الوصايا الايرانية حاكمة وفي بعض المناطق هي أقوى من الدولة لن يكون هناك بلد مستقل .

وعن ثقته بالقضاء اللبناني قال ريفي أن ثقته لها حدودها، ولكن بعض القضاة يحاولون استرضاء السلطة طمعاً اما بموقع معين او بجاه، ويقول ان القضاء اللبناني لا يزال بخير ولكن يوجد البعض مثل أي دول العالم يفضلون مصالحهم الخاصة على الحكم العادل.

البعض يعتبر كأن البلد مزرعة يملكونها يحضرون عائلتهم و ينصّبونهم .ارتقوا قليلاً الى مستوى المسؤولية الوطنية ،الى مستوى رجال الدولة .
هذا العهد فاشل و قد يكون اسوأ عهد تمر فيه الجمهورية اللبنانية لم أشهد له مثيل منذ أن بدأت خدمتي العسكرية إلى فترة تقاعدي التي تجاوزت ال ٦ سنوات، عهدٌ تُدار فيه البلاد .
وصلنا لمرحلة الفساد الوقح و أكبر دليل جبران باسيل فنحن الآن نعلم من هو الفاسد في الجمهورية لم يعد هناك أشياء مخفية الجميع يعلم من يأخذ رشاوى و من يبيع سمسرات .

و أضاف قائلاً، نحن نعاني من مرض وجود الدويلة و التي أصبحت اقوى من الدولة ،فقد تفرع لدينا فساد غير مشروط الذي أصبح كخطورة السلاح الغير مرخص.
جبران باسيل نموذجٌ عن الفساد ولكنه ليس الوحيد .
ادعو لإقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة مع تغيير الطبقة السياسية .
اتهمت جبران باسيل بالفاسد الأكبر ولم يتم استدعائي الى المحكمة لتقديم ملفاتي ، لم أُعطى فرصة لابرز الملفات التي بيدي فعرضت الموضوع للرأي العام و اريتهم ما املك .
وعن سؤاله ما اذا كانت حربه مع باسيل ستأخذ لبنان نحو العقوبات الدولية قال ريفي بأن الدول لا تنتظره، هو يبقى على المستوى الداخلي و الدول لديها حسابات اخرى .
و عن ما أُشيع عن استباحته امن المطار ردّ اللواء انه لم يتكلم عن أمن المطار بل عن الفساد فالتهرب الضريبي في المطار و المرفأ و على الحدود البرّية يساهم في إغراق البلد بديونٍ إضافية .

نكر اللواء ريفي التهم الموّجهة اليه حول مبلغٍ دفعه لمديرية الخدمات الاجتماعية بدل محروقات و أوضح بأن نهاد المشنوق قد اتى و نظر لكل ملفات قوى الأمن الداخلي محاولةً منه لحرق كل زُعماء السنة و تزعّمه هو ، إلا انه لم يجد شيئاً غير ملف المازوت فتكلم معه في البداية مُحاولاً استفزازه فما كان من اللواء إلا ان اجابه بكل ثقة طالباً منه تحويل الملف للقضاء ان اراد و فعلاً حوله للمحكمة العسكرية التي بدورها انهت محاكمتها و اغلقت الملف معتبرةً ان كل الإجراءات التي قام بها له حقٌ بفعلها بصفته مديراً عاماً و قد سلّف المديرية لقاء ضمانات إلى أن أتى بعده مدير فاسد اخذ النقود و عوقب من المحكمة العسكرية فيما بعد .

و في سؤال عن اتهامه للمسيحيين بدعمهم لحزب الله ، اجاب بانه قال “بعض المسيحيين” ولم يشمل الجميع،فهناك مسيحيو ١٤ آذار و القوات اللبنانية وحزب الكتائب و غيرهم سياديون .

و عن سؤاله حول الملف الإنمائي في طرابلس و اذا ما كانت الوعود ستنفذ و ستبقى الصفوف موحّدة ام ان علاقته مع الرئيس الحريري ستتراجع بسبب مواجهاته مع باسيل ، اجاب اللواء ريفي ان نتائج الانتخابات كانت اكبر رسالة للطرابلسيين فإذا لم تنفذ الخطط الانمائية سيكون حساب طرابلس عسيراً في الانتخابات القادمة و ستُحاسِب كما حاسبت في انتخابات البلدية حين فاز على جميع الأحزاب السياسية و في انتخابات ال٢٠١٨ تراجعت قوّة كل الفرق السياسية و كانت الانتخابات الفرعية المثال الأوضح ،فإما ان تعدوا الشعب الطرابلسي و تنفذوا وعودكم و اما يكون الحساب عسيرا .

و عن الخلاف القائم حول مزارع شبعا اكدّ اللواء ريفي لُبنانيتها و اضاف انه يجب تقديم سند و السند موجودٌ في سوريا و اعتبر ان على السوريين في هذه المرحلة ترجمة وعودهم الشفهية و تقديم خريطة للامم المتحدة يعترفون فيها بلبنانية هذه المزارع التي تُستخدم شمّاعة و حتى لا تستخدم بهذه الطريقة على اللبنانيين أن يفعلوا كما قال وليد جنبلاط المطالبة بها و بوثائق ملكيتها .
و لمن اعتبره جاسوساً اميركياً ضد حزب الله في لبنان ردّ اللواء ريفي بان بوقاً صغيراً روّج لهذا الكلام ولن يوَتِّره ،
و توجه ريفي للبنانيين قائلاً :” انا كنت لواءً في الجمهورية اللبنانية و سأبقى لواء سواءً امنياً او سياسياً، انا لبنانيٌّ ، عربيٌّ اكثر من تلك الابواق و اكثر من حزب الله ” .

ختاماً، رأى ريفي ان لبنان يمرّ باوضاعٍ صعبة ، حساسة ، دقيقة و خطرة و اننا امام محطتين رئيسيتين الأولى الحزم في العقوبات على ايران و الثانية الإعلان عن صفقة القرن ، مما يأخذ المنطقة إما الى ضغوطات اقتصادية هائلة على ايران و اما الى الحرب .
و توجه للبنانيين قائلاً ” نحن لدينا مرض عضال اسمه حزب الله و السلاح الغير شرعي للدويلة و ان اردنا القيام بالدولة علينا التخلص من هذا المرض و بالجهد نفسه التخلص من تداعياته كالهدر و التهرب الضريبي … تحدياتنا كبيرة و ان لم نعمل على أساس المشكلة نكون قد أهدرنا الوقت .
nachitoun.org

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى