تحت المجهر

باسيل يدشِّن مرحلة “البلطجة” في الشارع المسيحي.. فاستعدّوا أيّها اللبنانيون!

أحمد الأيوبي _ البديل
ما جرى ليل الخميس 3 تشرين الأول 2022 في استديو قناة Mtv من استهداف مخطَّط له عن سبق الإصرار والتصميم للزميل مارسيل غانم وضيوفه من قبل “الحرس القديم” للتيار الوطني الحر، كان الترجمة المبكِّرة لما سبق لنواب التيار البرتقالي أن أعلنوه وخاطبوا به اللبنانيين أنكم سترون وجهنا الحقيقي وستندمون أشدّ النّدم على خروج الرئيس ميشال عون من القصر الجمهوري.

التيار البرتقالي: استعداد طويل للتسلّح

كان واضحاً أنّ تيار النائب جبران يستعدّ لتدشين مرحلة البلطجة التي استعدّ لها منذ سنوات من خلال تعزيز ما يسمى “الحرس القديم” وتوسيع نطاق الحماية الشخصية والعائلية، ولم يعد خافياً أنّ عديد ميليشيا التيار الوطني الحر بات عددها يتراوح بين 1200 و1500 عنصر أغلبهم من العسكريين المتقاعدين، تلقّوا تدريبات عسكرية تؤهّلهم لخوض المواجهات في الشارع.

كان باسيل قد حاول في جولاته الاستفزازية في جبل لبنان وطرابلس وعكار أن يستقوي على خصومه بمجموعاته الخاصة تارة كمان حصل في قبرشمون ومحاولة التلطي بالجيش اللبناني في حالات أخرى.

اللافت للانتباه أنّ باسيل وتياره لم يحرصا على نفي أنباء التسلّح في الآونة الأخيرة، لا بل شهد السادس عشر من شهر تشرين الأول 2022 انتشار صور لمجموعة مسلحة تحمل شعار “القوات الخاصة” للتيار الوطني الحر.

وحمل ملثمون بنادق حربية قرب مكان إقامة المهرجان السنوي لهذا العام في بيروت، “فوروم دو بيروت”، رافعين إشارة التيار العوني، وإلى جانبهم نواب وقيادات في التيار من المشاركين في الذكرى، من بينهم النائب شربل مارون، فيما التقطت صور أخرى لهذه المجموعة المسلحة في الشارع المحيط وهي تتخذ إجراءات أمنية.

صرّح نواب تيار البرتقال أنّ اللبنانيين سيرون الوجه الآخر للتيار بعد انتهاء ولاية ميشال عون، وأنّ الشعب سيندم من بعده، بينما كان لافتاً ظهور مناصرين للرئيس الآفل يوم خروجه من القصر يعتبرون أنّ الشعب اللبناني لا يستحقّ ميشال عون رئيساً لأنّه شعب متخلِّف، بينما ظهر على الشاشات نكِرات مجهولون يقول أحدهم إنّ التيار الوطنيّ الحرّ “أعار الرئيس عون إلى الشعب لمدة ستّ سنوات”، وظهر أنّه شعب غير مؤهّل ليكون زعيم البرتقاليين على رأس دولته، في إشارة واضحة إلى مستوى غسيل الأدمغة التي تعرّض لها هؤلاء وظهر رأسها فقط.

أمّا الهجوم على قناة “أم.تي.في” فقد كشفت وقائع البثّ المباشِر على الهواء وما أظهرته كاميرات المشاركين في حلقة “صار الوقت” أنّ ما جرى كان محضراً عن سبق الإصرار والتصميم فعلاً. فإضافة إلى نشر أحد المحازبين (روني حداد) منشوراً على حسابه من داخل الاستديو يعلن فيه أنّه والنائب شربل مارون “ناويين” لمارسيل غانم..

وظهرت سيدة تتصل بعناصر “الحرس القديم” وتدعوهم إلى اقتحام الحلقة بعد أن ارتفعت حدة النقاش بين مارون والنائب وضاح الصادق عندما وصل الحديث إلى تعامل الجنرال عون مع العدو الإسرائيلي وهروبه المخزي من المعركة مع القوات السورية إلى السفارة الفرنسية.

شربل مارون “ظهور” مع السلاح وفي الاعتداء

من الضروريّ لفت الانتباه إلى أنّ النائب البرتقالي شربل مارون الذي ظهر في صور المجموعة المسلّحة أمام مركز التيار الوطني الحرّ كان هو نفسُه ضيف الزميل مارسيل غانم (يا للمصادفة العجيبة) وهذا ما يسمح بالاستنتاج من حيث الشكل أنّ هذا النائب كان في مهمّة لقيادة عملية الاعتداء المدبَّرة على قناة “أم.تي.في” والأرجح أنّه من المسؤولين عن البارزين في ما يسمّى الحرس القديم.

شجاعة وضاح الصادق

وهنا لا بدّ من الإشادة بشجاعة النائب وضّاح الصادق الذي خاض مواجهة شرسة ضدّ عملية الإرهاب الفكري والتشبيح الظاهر في الاستديو، وأصرّ على مواقفه التي تدين التجربة العونية بكلّ وجوهها بدون مواربة، كما بدا مُلِمّاً بالملفات التي قاربها بتوازن واضح.

ظهرت ميليشيا “الحرس القديم” بوضوح في محاولة حصار قناة “أم.تي.في” وتحطيم الكاميرات والمعدات والأثاث داخل الاستديو في ترجمة لحقدٍ باسيلي دفين على كلّ من يعارضه بأيّ شكل من الأشكال، وأعلن الزميل غانم أنّه حذّر النائب البرتقالي شربل مارون من أجواء التوتّر المتصاعد منذ ما قبل البدء ببثّ حلقة “صار الوقت”، وقامت عناصر التيار بطلب الدعم إلى مبنى الـ MTV كما تكشف التسجيلات وقد كشف غانم عن كمائن واعتداءات على الناس خارج الاستوديو وكشف أيضاً أنّ عناصر التيار كما في الصور عن نيتهم افتعال مشكل قبل الحلقة.

رسالة “الحرس القديم”:إمّا الخضوع للبلطجة أو الفتن المتنقِّلة

بعد الاعتداء على قناة “أم.تي.في” دشَّن جبران باسيل مرحلة جديدة في الشارع المسيحي، هي مرحلة فرض الهيمنة بالقوة، أو ما يمكن اختصاره بالبلطجة، في إطار محاولاته إرهاب معارضيه المسيحيين عن طريق وضعهم بين حدّي الخضوع لابتزازه والقبول بسطوة ميليشياه على الحياة العامة، وبين الانجرار إلى فتنة مميتة ستندلع عند أيّ مواجهة بين الأحزاب المسيحية السيادية وبين التيار الوطني الحرّ.

يستند جبران بدون شكّ إلى دعمٍ مضمون من “حزب الله” الذي يتوق إلى تكرار تجربة عبرا عندما أشعل الحرب ضدّ الشيخ أحمد الأسير ومجموعته، وحوّلهم إلى مجموعة خارجة على القانون.. بحيث يتيح اشتعال المواجهة الميدانية بين التيار الوطني الحرّ والأحزاب السيادية في المناطق المسيحية، لـ”حزب الله” أن يدخل باللباس البرتقالي لضرب خصومه الحقيقيين في السياسة في إطار مسعى لا يتوقّف لاستهداف القوى السيادية المسيحية.

ليست اعتداء عابراً

لم تكن هذه الحملة الباسيلية على قناة “أم.تي.في” رسالة غضبٍ عابرة أو “فشّة خلق”، بل هي رسالة على الهواء لجميع اللبنانيين والمسيحيين بشكلٍ خاص بأنّكم أمام خيارين: إمّا الخضوع لهيمنة جبران أو مواجهة الفتن المتنقلة والاستنزافية في كلّ الساحات، وهذا يشمل المؤسسات الإعلامية والاقتصادية والثقافية والجامعية وكلّ مفاصل الحياة، وهذه هي الترجمة الحقيقة لمقولة العونيين أنّ اللبنانيين سيرون وجههم الحقيقي أو الآخر بعد انتهاء ولاية ميشال عون الرئاسية.. فاستعدوا أيّها اللبنانيون!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى