رأي حر

إلى روح المواطن الضحية حسين الحجيري

إلى روح المواطن الضحية حسين الحجيري رحمه الله

أنت لست أفضل من نبي لئلا تقتل في هذا الشرق الذي عرف النبوة والقتل..
ولست أجل من ولي لئلا تنحر في شرق لا يستمتع بغير رؤوس الأولياء ..
فهذا قدرك يا حسين، أن تقتل في زمن الحكام الخيال ..
ولأنت الآن أعلم منا بحجم أحقاد العرب ..
واعرف منا بقسوة الموت العربي ..
وأدرك منا جميعا بعجز السادة في قصور الشعوب..

يا ايها الأعزل إلا من ترابك وأرضك والوطن
أن تقتل ليبقى الكرز والمشمش والدراق، فذاك أبهى مراتب الشهادة ..
ومن حق الوطن أن يستبدل دمك بفاكهة الجرود تلك التي تزين موائد افطارات الساسة في قصور ذوي القربى ..

وإياك ان تكون قد مت غاضباً ، إذ لا يليق بتراب عرسال وبساتينها جسدك الغاضب عجزاً ..
وحذاري ان تنكر أمام ربك الجوع والعذاب ..
وعاتبه ..
نعم عاتبه يا حسين، ملء عينيك.. فأنت الحق أمام الله..

لا أعدك أن نجعل من عظامك غابات صراخ في وجه القاتلين،
ولكني أعدك بالبكاء صمتاً وتحت الغطاء ، كي لا يرى السادة في وطني عجزي عن جرحك وموتك الضعيف ..
وسأكتم أدغال الحزن في صوتي، لأواصل الدرب إليك ..
وسأهتف في الناس يا وجعي
أن حرام على حكامنا كرز عرسال..
وحرام علينا أن يزهر الشجر في العام القادم، إن لم نقم لك في سوحنا ألف احتفال وربيع ..
وسأطوف حول جذع الشجر في بستانك سبعاً ..
وأعلن التوبة عن موتي الجبان..
ولتكن بستانك كعبة كل حاج إلى الخلاص ..
فالحب يتعرى كلما سقط شهيد .

عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى