رأي حر

الاب فادي روحانا: خافه الكثيرون لانّه واضح

“عم يتقاتلو مع بعض هاللبنانيين… بدّن وصاية… قاصرين…”
حينها جَمَعَ بطريرك الحريّة المطارنة الموارنة وصرخ في أيلول 2000 في وجه الذل والامتهان: لتسقط الوصاية، ولينسحب الجيش الغريب، ولنبني العلاقات الأخويّة السلميّة!
“بدنا عيش مشترك: عيش مشترك بين المسلم والمسيحي والدرزي…”
فهزّ برأسه بطريرك الحريّة والسيادة قائلا: ” لو خيّرونا بين العيش المشترك والحريّة… فنحن الموارنة نختار الحريّة”. عذراً فالإنحلال والذوبان ليس عيشاً مشتركاً… شتّان بين الثرى والثريّا…
في عيون البطريرك الثاقبة: لا أحد يقودُنا تحت عنواين برّاقة الى حيث لا نُريد… لا نساوم تحت ضغط المال العربي والاقليمي والنفطي على ما نؤمن به… فالموارنة أتوا الى لبنان أحراراً ، رهباناً، لا غزاةً… الموارنة أتوا الى لبنان ملافنة علم وحرف لا طغاةً وقراصنةً، ولا دمىً تحرّكها سبائك الذهب من هنا وهناك… الموارنة حفروا الصخر ليبنوا ديراً ومدرسةً ومطبعةً وأشعاعاً…
خافه الكثيرون لانّه واضح: فالخصم والصديق يعرفُ مواقفه وقناعاته… موقفه عنيدٌ كأزميل الماروني الذي ينحت على مهل وبصمت عتبات الأديار والكنائس التي أشعلت وأحيت ثورة الأرز:ثورة الانتفاضة ضد الطغيان، وضد كل من يهدد قيام دولة قويّة قادرة… سلامٌ من قلبي لثورة الثورات: ثورة الأرز التي سقط في ساحتها شهداء أحرار: كجبران تويني وقلمه ما زال يقلق مضاجع القتلة، والكتائبي بيار الجميّل الذي قُتل برصاص الجبناء وهو يقبّل علم لبنان، وغيرهم من الشهداء الأبطال الذين يصرخون من قبورهم ضد فساد هذا الزمن البائس كم وصفه عميد البطاركة…
هو بطريرك صلبٌ في قراراته: لم يرافق البابا يوحنا بولس الثاني القديس خلال زيارته في سوريا عام 2001. علّ سوريا تتّعظّ في حينها أنّ الموارنة لا يخضعون إلا لكرامتهم، ولا يموتون إلا في أتون الاضطهاد والحريّة…فالقصة ليست قصّة رعيّة في سوريا بل هي قصّة حريّة… والحريّة هي أثمن هديّة من الله سبحانه للإنسان…عند ضجيج الطبول، عزف البطريرك صفير سمفونية الحريّة على عصاة الرعاية المقطوعة من وادي قاديشا…
تحبّون هذا البطريرك أم لا… هذا ليس من شأني… ولكن شئتم أم أبيتم: هو صانع الاستقلال الثاني… وأيقونة الحريّة…وعماد الوطن…
أطال الله بعمر البطريرك الشركة والمحبّة الكاردينال بشاره الراعي الكلّي الطوبى، فهو كالسامري الصالح يفتّش كأسلافه البطاركة، بصلاته وحكمته وتدبيره، لوقف نزيف لبنان…
أخيراً، يؤمن البطريرك صفير أنّ الحريّة هي حياة، والمسيح أتى كي تكون لنا الحياة بوفرة…أرقد بسلام يا حارس حريّة لبنان… وصلّ من عليائك لعصابات بأوسمة ونجوم كثيرة، صلّ من عليائك للصوص محترمون يتناوبون على المناصب الحلوب، ولا يتّفقون إلا على صلب الوطن… إنّهم على ثرائهم يا صاحب الغبطة فقراء كرامة وحريّة… إنّهم على غناهم الفاحش فقراء حريّة… فقراء ضمير وحريّة…
الاب فادي روحانا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى