لبنان

إلى شهيد النار والغابات المغتالة .. (بقلم عمر سعيد)

صليبك من نار ، والمصلوب على نار ؛ قيامته لا شك فيها..
سيظل صوتك في بطون الأودية ينهر هسيس اللهب صارخاً ” اخمد ! ”
وعلى كتفك وإلى الأبد خرطوم ، وإن نفذت مياهه ؛ برزخ العالقين بين الحياة والموت ..
وتظل قدمك المشتعلة جذع غابات لا ينطفىء اخضراراً ..
وتظل أنت قِبلَةَ الطير المهاجر ، وأيائكه المشتعلة أبداً في القلوب ..
يا رماد الإنسانية على طريق الحياة الموجع ..
يا ظل الأمل الملطخ بسواد الحاكم الجثة ..
يا كفاً أطبقت على جمر الشهادة ..
إذ غَدتِ السماء دخاناً .
لماذا لا زلنا نؤمن أن الحياة لا تكون إلا بالموت ؟!
وأجمل الموت موت في قلب الضوء ..
أرثيك ، وفي مخيلتي عيون صغيرة يكسر الحزن عشقها لمساء فوق صدرك المشتعل حرقة ، ودمع موجع في مناديل الأحبة ..
ما أقسى أن تكون النار أحق بتضحيات عشاق الوطن !
وفي المدينة ألف دجال يطلق في الليل شروره تفتك بنوم الفقراء والمساكين ..
كيف يغفو من كان في باله ألف سؤال وسؤال ؟
فهل ستعود في غصن شجرة تغتالها فأس حطاب كل يوم ؟!
أم ستعود في طير تسقطه بنادق صيادين بلا هم؟
أم أنك ستعود ندى أحمر على وجنات ربيع تأخر ؟!
أم سترجع ضباباً يملأ أودية الفلاحين حباً ؟!

كل ما أعرفه أنك ستعود ..
فعد ليلاً يسيل صمتاً وأماس عِذاب .
أو عد أغانيَ طفولة تتسلق أشجار الغابات ..
فقط عد وسنزرع الفضاء أكفاً تلوح عند اللقاء المنتظر ..
وآه ما أقساها من كف تلوح ولا عائدون..

عمر سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى