تحت المجهر

“حزب الله” يرّد على نداء البطريرك بتغريدات حملت رسائل دموية

نداء أطلقه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الخامس من الشهر الحالي، حول “حياد لبنان وفك الحصار عن الشرعية اللبنانية” ، اثار رود فعل بين مؤيد ومعارض. حيث ان “حزب الله” وجمهوره في طليعة الرافضين بشراسة لنداء البطريرك كونه خطوة في طريق نزع سلاحه غير الشرعي الذي تسبب بخراب لبنان.

يوم الثلاثاء الماضي كرر الراعي نداءه معلناً من الديمان ان “لبنان مميّز بخصوصيته عن كل بلدان المنطقة ويتسع لكل أبنائه”.

وذلك بناءً على “الحياد والدولة المدنية وبلد اللقاء والتعددية والعيش معاً” وذكّر بأن “ميثاق 43 أتى ليكرس هذا الواقع” وسأل “لبنان الذي كان يُسمى سويسرا الشرق، كيف أصبح اليوم؟ ولم نخترع أي شيء جديد عند الكلام عن الحياد، بل نحن نستعيد هويتنا الحقيقية”. وفي الامس عرض الراعي مع رئيس الجمهورية دعوته لـ”الحياد”،

حيث اعتبر بعد اللقاء انها تتفق مع مشروع رئيس الجمهورية لجعل لبنان مركزاً لاكاديمية “التلاقي والحوار”، وتساءل: “ما معنى الحياد؟ هو لا يعني ان اتنحى جانبا ولا اتعاطى بأي امر. بل المقصود الحياد الإيجابي المفيد والناشط،

حيث ان لبنان اذا ما تمتع بنظام حيادي يشبه سويسرا والنمسا وفنلندا والسويد، فهو يلتزم بالقضايا العامة للعالم العربي من دون الدخول في شؤون الصراعات السياسية والعسكرية او في احلاف، لكنه يكون المدافع الأول والمعزز للعدالة والسلام والتفاهم في القضايا العربية والدولية. بالإضافة طبعا اننا نستثني دائما إسرائيل التي بيننا وبينها عداوة. ولبنان يحمل القضية الفلسطينية بكاملها لأنها قضية حقوق للفلسطينيين”،

وعن دعوته إلى فك الحصار عن الشرعية والتوجه إلى الأمم المتحدة، قال “انا اقصد سيادة القرار الحر وشرعية الدولة، حيث لا يفتح كل احد شرعيته على حسابه. وهم كثر وانا لا اعني فئة واحدة. وقد ناشدت الدول الصديقة لكي تكون الى جانبنا لكوننا نعيش ازمة اقتصادية كبرى.” داعياً ان يكون الولاء للبنان وليس للحزب أو الزعيم.

نداء البطريرك لم يرق لـ” حزب الله”، فاعطى امره لجيشه الإلكتروني، ليس لمهاجمة الراعي فقط بل لتهديده وارسال رسائل دموية له، اطلق وسم #راعي_العملاء الذي اصبح ترنداً. تغريدات عدة عبرت عما يضمره الحزب للبطريرك، من قتل وقطع يد وغيرها من الامور الوحشية،

ومن التغريدات رداً على تغريدة مؤيدة للراعي جاء فيها “نزع سلاح حزب الله سيكون على يده” فكان الجواب “سوف يشاهد العالم كله كيف سنقطع يده” و” اليوم وللأبد هيدا عدونا وانت عدو الانسانية والدين يا بلا دين”، و “من العار على لبنان و اللبنانيين أن يبقى هناك من يحمل الهوية اللبنانية ويتعامل مع العدو الإسرائيلي” و ” هذا أكبر خائن وعميل ضد العروبة فهو يخدم دولة الشر والغيبيات ومشاريع الهيمنة والسيطرة على مقدرات الوطن العربي ويطعن العروبة في خاصرتها الرخوة ويغرس سيف العمالة للاخر الذي يكن العداء لكل ماهو عربي” و” للأسف لو في عدالة لكان لازم يكون محلك برومية من زمان من لما فشخت عالدستور و قطعت تيكيت مع الإسرائيلي لتدخل فلسطين”.

وتم نشر فيديو للبطرك الراعي خلال زيارته الى فلسطين المحتلة مرفقاً بتغريدات منها “لا تعليق (إلاّ للمشانق)”… و” لا موقع للحياد ألحِياد هو خِذلان الحَقّ.. يطالبون بالحياد عمّن اعتدى على الشعوب والمقدسات… صاروا رعاة للعدو والعملاء…

ومن زار فلسطين المحتلّه تحت أي حُجّه او التذرّع بالواجب ، الهدف منه ليس سوى اعتراف بهذا الكيان الغاصب وإقامة التطبيع والتشجيع عليه” لا بل انتشرت صورة جمعت وجه البطريرك الراعي والبطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير مرفقة بعبارة “حتى العمالة بتورثوها لبعض”، وصورة جمعت الراعي مع سفير المملكة العربية السعودية مرفقة بعبارة ” بالريالات بيقبض ليسب الحزب”.

 

تغريدات جيش “حزب الله” الالكتروني ردّ عليها مؤيدو نداء الراعي حيث اطلقوا وسم #الراعي، منهم من كتب ” ان كان من عميل ما فهو ابو نصف لسان، كيف لا وهو المشرف على صفقة تبادل فاخوري-تاج الدين، يكفيه عاراً حين يعترف ويقول بعضمة لسانه انه عبد صغير في ولاية الفقير لم ننسى ماضي حزبه بإغتيال وتصفية مُقاومي افواج المقاومة اللبنانية وكوادر الحركة الوطنية في الجنوب حسونة هو #راعي_العملاء”، و” تحييد لبنان اصلا في اعلان بعبدا… احنا مع البطريرك الراعي” و” ليش كل شخص بيحكي حق بيعملو صهيوني؟ #الراعي”

وبعيداً عن هجوم “حزب الله” وخشيته من نداء الراعي، سيحمل البطريرك ملف الحياد إلى الفاتيكان الأسبوع المقبل وبعده إلى الامم المتحدة، علّها تكون خطوة في طريق انقاذ لبنان.

 

المصدر : راديو صوت بيروت إنترناشونال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى