تحت المجهر

تهديدات مبطنة للمتظاهرين… انهاء التظاهرات مهما كان الثمن!

دار كلام في أوساط سياسية ــ حكومية أن التظاهرات يجب أن تنتهي بأي ثمن، مع ارتفاع الرهان على تعب المتظاهرين، بعد انتهاء “الويك اند”، وضرورة استيعابهم في صورة سريعة، إذ كلما تأخر الوقت، التفت العالم الغربي الى ما يحصل بغير العين التي ينظر بها حالياً. فالتغطيات الاعلامية الغربية لا تزال خجولة، وتتعاطى مع ما يجري كأنه اعتراضات مرحلية، من دون أن تعي أهميتها. أما إذا شل البلد أكثر، فستضطر عواصم القرار الى مواجهة التحديات اللبنانية بطريقة مختلفة. تعزز ذلك الاتصالات الديبلوماسية المكثفة التي جرت مع أركان السلطة والقوى المشاركة في الحكومة لمنع استقالتها. دخل سفراء دول عربية وفرنسا وبريطانيا وواشنطن لمنع الانهيار الحكومي، وضرورة تفادي الفراغ بأي ثمن.

عاد الحديث عن الحفاظ على الاستقرار الى الواجهة من دون ترجمة عملية لكيفة مقاربة المتطلبات المالية والاقتصادية. لم يتحدث هؤلاء عن حلول معينة، بل عن ضرورة بقاء الحكومة ولمّ الشارع، علماً بأن الكلام الغربي والعربي شدد تحديداً على دعم الحكومة كسلطة تنفيذية أكثر من دعم العهد كخط سياسي. كان الكلام الديبلوماسي واضحاً، لا فراغ حكومياً ولا مسّ بالاستقرار، لأن كلفة إسقاط الحكومة مرتفعة، وهذه العواصم لديها انشغالات واهتمامات أخرى غير لبنان.

النقطة الثانية هي في كيفية استيعاب المتظاهرين، في بيروت وخارجها. وهنا برز توجهان متناقضان، واحد لا يزال يتعامل مع التظاهرات، خصوصاً من جانب العهد، على أنها استهداف شخصي وعائلي أكثر منها استهداف سياسي واجتماعي. يعزز ذلك كلام عن تهديدات مبطنة لكل مَن «انتقد وشتم: كل التسجيلات موجودة والبث المباشر بات محفوظاً، كما النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكل شيء وقته بعد أن ينتهي التظاهر. فما حصل كان تجاوزاً للخطوط الحمر» ومسّاً مباشراً بالعهد وأركانه ورموز الطبقة الحاكمة كافة، بطريقة تجاوزت كل التوقعات. وهذا ينذر بأسلوب قمعي مستقبلي بصمت.

المصدر : نبض لبنان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى