دفاع وأمن

الفرق بين السلاح النووي التكتيكي و السلاح النووي الاستراتيجي… بقلم ادولف عيد

ليست كل الاسلحة النووية ممنوعة الاستخدام و بكل اسف هناك نوع مطروح و بجدية على طاولة الكرملن و ممكن ان نراه قريبا في ساحات القتال ان لم يتدارك البعض الخطر المحدق ببعض المدن الاوكرانية و الامتناع عن تزويد اوكرانيا بالصواريخ البالستية. اولا دعوني اعرف بالسلاح النووي التكتيكي و الفرق بينه و بين السلاح النووي الاستراتيجي.

السلاح النووي التكتيكي هو مصطلح يشير الى الاسلحة النووية التي صممت لاستخدامها في ميدان المعركة اثناء القتال و بالغالب تستعمل مع وجود قوات صديقة قرب قوات العدو او حتى مدنيين بالقرب من ساحات القتال (عشرات الكيلومترات) حيث يكون تأثيرها محدودا و ضمن نطاق معين، على عكس السلاح النووي الاستراتيجي الذي يراد منه مسح العدو او الدولة العدوة بالكامل. فالسلاح النووي التكتيكي يراد منه اضعاف العدو او هزيمته في المعركة فقط.

اما الاسلحة النووية الاستراتيجيةفهي شبه معلومة للجميع بخلاف التكتيكية ومن الواجب توضيح تفاصيل اكثر عن الاسلحة التكتيكية حيث ان الاعلام بدأ بتداول اسمها كثيرا مؤخرا. فبحسب المراجع فإن السلاح النووي التكتيكي في علم الاسلحة هو سلاح يحتوي على جهاز تفجير يقوم باطلاق شحنة تدميرية هائلة قادرة على فصل نواة الذرة لتطلق كمية من الطاقة المتفجرة تتراوح بين جزء من الكيلوطن الى العشرات منه و هذه الكميه هي ما يحددها مساحة التدمير المرادة و حجمها و هي قادرة على مسح مدن بأكملها في ثوان معدودة كمدينتي هيروشيما و ناغازاكي.

و هناك ايضا نوع آخر من النووي التكتيكي يسمى السلاح النيوتروني و هذه القنابل قدرتها التدميريه صغيرة و لكن اثرها الاشعاعي على البشر كبير جدا. فالسلاح النووي التكتيكي يمكن اطلاقه باستخدام الصواريخ القصيرة المدى و التي تستعمل كثيرا في الحرب الروسية الاوكرانية كصواريخ اسكندر و كاليبر. فمن المعلوم ان الترسانة النووية الروسية تعج بالقنابل التكتيكية و من اصل ٤٥٠٠ راس نووي حربي تملكهم موسكو هناك ما يقارب ال٢٠٠٠ راس نووي تكتيكي جاهز للاستخدام لا بل هددت موسكو باستخدامها. فإذا ارادت موسكو حسم المعركة بسرعة و بسهولة فلا احد قادر على ردعها. فثلاث او اربع رؤوس حربية تكتيكية من اصل ٢٠٠٠ تملكهم موسكو قادرة على انهاء الحرب و رسم منطقة عازلة ملوثة نوويا داخل الاراضي الاوكرانبة لا يمكن لاحد دخولها و هكذا تكون موسكو قد حققت مآربها من رسم منطقة عازلة تكون مسافتها مئات الكيلومترات داخل اوكرانيا.

فإذا طال امد الحرب اكثر الامور قد تخرج عن السيطرة خاصة اذا ما تأذت موسكو و من المعلوم فهي غير مستعدة لحرب استنزاف التي يفكر فيها بعض السذج. فلدى موسكو حلان لانهاء الحرب فإما ان تحسمها بالشكل التقليدي الحالي كما فعلت سابقا في جورجيا و الشيشان و اما لا حل سوى بالتكتيكي خاصة ان موسكو تواجه حلف شمال الاطلسي بشكل شبه مباشر.

ملاحظة: مقالتي هذه غير سياسية و ليست موجهة ضد اي دولة و لكن وجب قول الحقيقة و توضيح بعض الامور.
أدولف عيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى