لبنان

الرواية الأمنية غير مقنعة.. باسكال كان يصرخ: “لا تقتلوني”

فرح منصور – المدن

عمليًا، الرواية الأمنية لم تكن مُقنعة بشكل كافٍ، خصوصًا لناحية تركهم لسيارتهم في طرابلس، والإصرار على نقل سليمان إلى سوريا، فهل من المنطقي أن تسرق سيارة أحد المواطنين، وتتخلى العصابة عن السيارة الخاصة بها؟ وهل من الطبيعي أن يُنقل المخطوف من لبنان إلى سوريا؟ والأهم كيف أدخلت جثة سليمان إلى سوريا؟ وكيف عبرت الحدود اللبنانية-السورية؟

وحسب معلومات “المدن”، فإن جثة سليمان وصلت إلى بيروت وتسلمها المستشفى العسكري، وقد حُدد موعد الدفن يوم الجمعة المقبل، وذلك ليتمكن الطبيب الشرعي من الكشف على الجثة. وحسب هذه المصادر، فإن النيابة العامة وافقت على أن يُشارك أطباء من القوات اللبنانية خلال عملية تشريح الجثة، وذلك للتأكد من آثار العنف المميت على الجثة، إن كانت فعلًا نتيجة ضربه بالمسدس على وجهه أم أنه قتل بشكل مقصود.

هاتف باسكال سليمان
مصادر أخرى مطلعة أفادت لـ”المدن” أن باسكال سليمان، الخمسيني والمتأهل من ميشلين وهبة، ووالد ثلاث أولاد، حسن السيرة، وينتمي إلى الطبقة الوسطى الاقتصاديّة، وكان يشغل منصب مدير المعلوماتية في بنك بيبلوس، وتحديدًا في الإدارة المركزية في الأشرفية – بيروت، وأصله من بلدة “ميفوق”. ويتنقل بصورة دوريّة بين الحازمية وعمشيت. وقبل اختطافه بدقائق قليلة، كان على اتصال هاتفي مع رئيس مركز القوات اللبنانية في عمشيت لأكثر من ثلث ساعة وبقي الخط مفتوحًا لحوالى النصف دقيقة لدى عملية الاختطاف، وقد سمع رئيس مركز القوات، صراخه وكلماته الأخيرة، قبل أن ينقطع الاتصال: “لا تقتلوني.. أنا أب ولديّ أولاد..”.

ورجحت مصادر أخرى أن تكون حادثة القتل ناتجة عن منصبه في بنك بيبلوس، وأن تكون هذه الحادثة شبيهة لقضية انطوان داغر، مدير الأخلاقيات وإدارة المخاطر في بنك بيبلوس أيضًا الذي قُتل في ظروف غامضة، وخُتمت الجريمة بالإشارة إلى مجهول آنذاك. وفرضيات أخرى أيضًا طُرحت حول مشاركة العشائر البقاعيّة في خطف سُليمان. هذه العشائر التي تضم بعض العصابات المسلحة والإجرامية الخطيرة.

على أي حال، وفيما تبقى ظروف قتل سليمان مبهمة وملتبسة وبانتظار انتهاء ملف التحقيقات، حتى لحظة كتابة هذا التقرير، فإن الحادثة وبكل ملابساتها تطرح إشكالية لا يمكن إغفالها، هي التدهور الأمني الطردي وغير المتدارك حتى اللحظة، أكان بسبب انهيار أسس الدولة وإفلاس السلطات، والتغطية المستمرة على المتفلتين والجناة، تلبيةً لمآرب سياسية تارة، وتقاعسًا تارةً أخرى. هذا ويبقى موت المواطنين مجانيًّا، وتبقى عدالتهم خبرًا مؤجلًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى