تحت المجهر

مراوغة سياسية خدمةً لأجندة السلاح

يتصرّف رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، عند كلّ إستحقاق مفصلي بأسلوب التذاكي السياسيّ، مُحوّراً الدستور و النظام الداخلي للمجلس خدمةً لمصالح فريقه. يغفل الرئيس برّي عن حقيقة كونه نائباً، و بالتالي، مسؤولاً أمام الشعب و الدولة. المعوّقات المستمرّة التي يضعها أمام أيّة محاولات للتوصُّل إلى حلول في الملفّات السياسيّة، ما لم تنبثق منه، تعكس نقصاً واضحاً في الرؤية السياسيّة الوطنية.

خفّة ظلّ الرئيس برّي انعكست على أدائه السياسي من خلال تعامله مع مبادرة تكتّل الإعتدال الرئاسيّة، حيث سعى الرئيس برّي، بغرَض التعطيل، إلى ربط المبادرة بنفسه، مؤجّلاً تنفيذها لتتوافق مع جدول زمني يخدم مصالح فريقه السياسي و يضمن لهم الحصول على المكاسب. الاستحقاق الرئاسي كشف أنّ برّي هو، في الحقيقة، طرف مساوٍ لبقيّة المكوّنات السياسيّة و يتوجّب عليه العمل كمسؤول إداري يدير أعمال مجلس النواب وِفقاً للدستور و ليس بناءً على معتقداته الشخصية.

يتسبّب الرئيس برّي اليوم في تعطيل مبادرة تكتّل الاعتدال، رغم إعلانه السابق الموافقة عليها دون شروط. إلّا أنّ الدعم الخارجي المرتبط بمنافع فريقه لم يتحقّق بعد، ما يؤخِّر فتح المجلس النيابي لإنتخاب رئيس جمهورية. نسأل الله أن يحمي لبنان و يصونه من تأثيرات ثنائي يخرّب بدل أن يبني. فبَعد التأثير السلبي للميليشيا العسكرية، يطلّ اليوم علينا الرئيس برّي مراوغاً سياسيّاً لفرض أجندة السلاح على المجلس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى